القصيدة الدعدية: القصيدة التي أردت من رددها قتيلاً

القصيدة الدعدية: القصيدة التي أردت من رددها قتيلاً

  لا يعرف لها شاعر لذلك سميت بالقصيدة الدعدية  لإنها قيلت في امرأةٍ جميلة اسمها دعد.

إن أميرة نجدية بارعة الجمال اسمها دعد، كانت شاعرة بليغة فخطبها جماعة من الأمراء، ورفضت وأبت إلا أن تتزوج رجلا أفصح منها. واستحث الأمر الشعراء فنظموا القصائد ولم يعجبها شيء مما نظموا،حتى انتشر خبرها في جزيرة العرب، وكان في "تهامة" شاعرٌ بليغ حدثته نفسه أن ينظم قصيدة لتلك الشاعرة، فنظم قصيدته وركب حصانه ورحل إلى نجد فالتقى في طريقه بشاعرٍ ذاهب إلى الأميرة لذات السبب وقد نظم قصيدة في دعد. فلما اجتمعا باح التهامي له بقصيدته ووجد أن قصيدة التهامي أعلى طبقةً من قصيدته، وأنه إذا جاء بها إلى دعد أجابته إلى خطبتها. فوسوس له للشيطان أن يقتله وينتحل قصيدته، فقتله وحمل القصيدة إلى نجد. ونزل في بلاط الأميرة وألقى القصيدة على مسامع دعد، سمعت في أثناء إنشاده أبياتاً تدل على أن ناظمها من تهامة وعلمت من لهجته أنه ليس تهامياً فعلمت بنباهتها أن الرجل قتل صاحب القصيدة وانتحل قصيدته، فصاحت "اقتلوا هذا لقد قتل بعلي"...

وأترككم مع بعض من ابيات هذه القصيدة:

هل بالطلول لسائل رد...ام هل لها بتكلم عهد؟؟
آه على دعد وما خلقت...الا لطول تلهفي دعــــــد
بيضاء قد لبس الاديم...اديم الحسن فهو لجلدها جلد
ويزين فوديها اذا حسرت...صافي الغدائر فاحم جعد
فالوجه مثل الصبح منبلج...والشعر مثل الليل مسود
ضدان لما استجمعا حسنا...والضد يظهر حسنه الضد
وتريك عرينا به شمم...اقــــــنى وخد لونه الـــــورد
ولها انامل لو اردت لها...عقدا بكفك امكــــن العقد
ما شانها طول ولا قصر...ازرى بها فقيامها قصد
ان لم يكن وصل لديك لنا...يشفي الصبابه فليكن وعد
ان تتهمي فتهامه وطني...او تنجدي ان الهوى نجد
لله اشواقي اذا نزحت...دار لكم ونــأى بكـــم بعــــد

كتابة: مريم نجار

المصدر: القصيدة اليتيمة برواية القاضي علي بن المحسن التنوخي.

العودة للمدونة

أترك تعليق