كتاب "ليس للحرب وجه أنثوي" لسفيتلانا أليكسييفيتش

كتاب "ليس للحرب وجه أنثوي" لسفيتلانا أليكسييفيتش

هل جربت يوماً أن تقف وجهاً لوجه مع أبطال القصة الحقيقيين، فتستمع لروايتهم بصوتهم، من دون أي تدخل من الروائي، هذا ما نجده في كتاب "ليس للحرب وجه أنثوي" لسفيتلانا أليكسييفيتش، التي أنشأت نوعاً جديداً من الأدب قائماً على كتابة رواية من الأصوات المتعددة لشهود مرحلة ما.

في هذا الكتاب لا نشاهد الحرب وفق تصورات الرجال أو الجنرالات، بل إنّنا نشاهدها بعيون النساء التي شاركن بها  أو خضعن لتأثيراتها الهائلة، فنسمع أصواتهن، ومشاعرهن، وحربهن المجهولة التي لن تنقلها كتب التاريخ.

ستكون في هذا الكتاب أمام نساء يروين تجاربهنَّ في الحرب بلغةٍ أنثويةٍ بسيطةٍ وجميلة، يتذكَّرن كيف تخلّين عن أنوثتهن، وانخرطن في أجواءٍ ليست لهنّ، أجواء ذكورية وحسب.

تقول إحدى النساء الشاهدات في الكتاب: "نحن كنا نموت هناك بينما كانوا يشاهدون هذه الحرب على شاشات التلفاز ، لقد كانت الحرب بالنسبة لهم مجرد فرجة، أتصدقون كنا نموت وقد كانت مجرد فرجة"

وتقول إحدى الشاهدات أيضاً: "لم نعرف العالم بدون حرب، وكان عالم الحرب هو العالم الوحيد المعروف لنا، أما أناس الحرب فهم الوحيدون الذين نعرفهم"

وتقول إحداهن: "ولكن، حتى إذا ما عدت حيةً من هناك، ستبقى روحكِ تتألَّم".

في النهاية لا بد من أن نقول: "ليس للحرب وجه أنثويّ" كتاب يؤنسن التاريخ ويؤنثه، فيرويه من وجهة نظر الإنسان العادي (ضحية الحرب) ويعيد التفكير في التضحية الوهمية التي يقدمها الناس من أجل شعارات واهية.

 

 

العودة للمدونة

أترك تعليق