إنّ النص العظيم هو ذلك النص الذي تغادره لكنه لا يغادرك، إذ يبقى في ذاكرتك ويضع بصمتها على ذائقتك الأدبية. يبدو أنّ نص مسرحية الفيل يا ملك الزمان من تلك النصوص التي يصعب نسيانها.
تتحدث المسرحية عن ملك جائر، قرر أن يربي فيلاً، ويجعله حيواناً أليفاً له، بيد أنّ هذا الفيل عاث في المدينة فساداً، ودمر الأرزاق والبشر، فاستاء الأهالي، لكنهم لم يتجرؤوا على تقديم شكواهم للملك، وجلسوا منتظرين الفرج، وفي هذه الأثناء انتفض شاب يُدعي زكريا، وأقنع الأهالي بضرورة تقديم الشكوى وعدم الرضوخ للفرج المُنتظر، فاتفق أهل المدينة على مواجهة الملك والشكوى مما آلت إليه أوضاعهم بسبب الفيل.
وعندما وصل أهل المدينة إلى الملك المتربع على عرشه، بادر زكريا قائلاً: "الفيل يا ملك الزمان" منتظراً أهل القرية أن يكملوا جملته ويوضحوا شكواهم، بيد أنّ ملامحهم تجمدت وتحول خوفهم إلى صمت بارد. فصمتوا، وبعد تكرار سؤال الملك عن شكواهم، قالوا: "الوحدة موحشة يا ملك الزمان ، فكرنا أن نطالب بتزويج الفيل كي تخف وحدته ، و ينجب لنا عشرات الأفيال ، مئات الأفيال ، كي تمتلئ المدينة بالفيلة."
ليختتم سعد الله ونوس مسرحيته بتساؤل: "هل عرفتم الآن لماذا توجد الفيلة؟