لمن هذا الكتاب؟
_ لمن يريد أن يقرأ نص غنياً بأفكاره وعذباً بلغته.
_ للباحث عن الاقتباسات التي تعبر عن خفايا ذاته.
_ إلى من لديه شغف برؤية الأمور في أعماقها.
صدور الكتاب:
صدر كتاب "المساكين" للرافعي في عام ١٩١٧، وهذا الكتاب هو الكتاب النثري الرابع من كتب الرافعي، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات يربط بينها فكرة الألم الإنساني الناتج عن العشق أو المرض أو الجوع، أي نحن أمام كتاب عبارة عن مجموعة من المقالات المترابطة حول فكرة مركزية، وهذه كانت عادة من عادات الرافعي في التأليف، الذي كان يكتب المقالات في الصحف والمجلات، ثم يوزعها على كتبه، مثل: كتاب "المساكين" وكتاب "تحت راية القرآن" وكتاب "أوراق الورد".
قصة الكتاب:
كان الرافعي في زيارة لأصهاره في "منية جناح" فلقي هناك الشيخ عليّ، والشيخ عليّ هذا رجل يعيش وحده ليس له جيب يمسك درهماً، ولا جسد يمسك ثوباً، ولا دار تؤويه، ولا حقل يغل عليه، يجوع فيهبط على أول دار تلقاه، يتناول ما يمسك رمقه، ويدركه النوم فيتوسد ذراعه حيث أدركه من الدار أو الطريق.
وعندما لقي الرافعي هذا الشخص استمع إليه، فعرف من فلسفته فلسفة الحياة، ووجد عنده الحل لكل ما في نفسه من مشكلات، فكان هذا الكتاب من وحي الشيخ عليّ.
وكتاب "المساكين" يضم:
حوارات فلسفيّة: تجري بين الرافعي وشخصية مركزية في الكتاب ألا وهي شخصية الشيخ علي، ونجد هذه الحوارات في فصل الفقر والفقير، ولؤم المال ووهم التعاسة، والحرب، والجمال والحب، ووهم الحياة والسعادة.
قصص أخلاقيّة: فيها وعظ واعتبار، ومن الفصول التي تقع فيها هذه القصص فصل مسكين ومسكينة، وقصة سحق اللؤلؤة التي يبدو أنه قد أستلهمها من رواية اسمها "فيكتور ولويز".
خواطر وتأمّلات: في الحياة والموت والفرح والحزن والكمال والنقص والحرب والبغي والجمال والحب والفلسفة والظلم والإيمان والإلحاد والدين والعلم والفساد والإصلاح.
اقتباسات من كتاب "المساكين" للرافعي
_ "ما دام فوق الإنسانية من السماء قوةٌ لا تُحدُّ، وتحت الإنسانية من القبر هُوَّةٌ لا تُسدُّ؛ فلا نظامَ إلّا على تصريف النفس أمرًا ونهيًا، وتأويلِ الحياة معنى وغايةً".
_ "الحبيب هو الحبيب وكل الناس بعده أدوات، وشخص واحد هو الألف واللام والحاء والباء، والناس جميعًا نقطة صغيرة ملقاة تحت الباء فقط".
_ "يكون الأسدُ حبيسًا في قفصه، ولكنّ الحبسَ لن يجعلَه عبدًا لمن يُطعِمه".
_ "جعلَ اللهُ للإنسانِ آلةً واحدةً للصّدق وهي القلب، وآلتين للكذب: وجهه ولسانه".
_ "أفٍّ لهذه الدنيا! يحبها من يخاف عليها، ومتى خاف عليها خاف منها؛ فهو يشقى بها ويشقى لها، ومثل هذا لا يكاد يُطالع وجه حادثةٍ من حوادث الدهر إلا خُيّل إليه أنّ التعاسة قد تركت الناس جميعًا وأقبلت عليه وحده".
_ "وما هؤلاء الأطفال إلّا الأساتذة الذين يعلموننا وهم يتعلمون منّا، غير أنّنا لا نأخذ عنهم فلا نصلح، ويأخذون عنّا فيفسدون".
_ "الفقر خلوٌّ من المال، ولكنّ أقبح الفقر الخلوّ من العافية، والغنى أن تملك من الدنيا، ولكنّ أحسن الغنى أن تهنأ في الدنيا".
كتابة: نور عباس