لمن هذا الكتاب؟
_ للمهتمين بالتاريخ والباحثين عن مضمراته.
_ للراغبين بفهم أكبر للمجتمع.
_ للباحثين عن التعالقات العميقة بين السلطة السياسية والشعب.
تلخيص الكتاب:
كتاب "وعاظ السلاطين" لعلي الورد هو من أكثر كتبه شهرة وإثارة للجدل، بل قد تلقى بعد إصداره لهذا الكتاب العديد من التهديدات التي كانت لتودي بحياته، وهو كتاب من بين الكتب القليلة التي بعد أن تنهي قراءتها تجد نفسك لم تعد كما كنت من قبل.
يتناول عالم الاجتماع العراقي الكبير، علي الوردي، في هذا الكتاب مرحلة حسّاسة من تاريخ العرب والمسلمين، وهي مرحلة الخلافات السياسية والاقتتال الداخلي عقب مقتل الخليفة عثمان بن عفان. بالإضافة إلى تناوله مفهوم “الوعظ والخطابة”، كأحد أبرز عناصر الخطاب الديني منذ ذلك الوقت وإلى اليوم. وما يجمع بين الموضوعين في رأي الوردي هو استخدام الثاني لخدمة الأول، أي اعتماد الوعظ كأسلوب لإلهاء المسلمين وإفساد شخصياتهم، بحيث ينشغلون بمشاكل وهمية يخدعهم بها الوعّاظ خدمةً للسلطان كي لا يلتفت له أحد.
ومن أهم الأفكار التي تناولها علي الوردي في الكتاب:
_ التاريخ البشري لا يسير على أساس التفكير المنطقي بل على أساس ما في طبيعة الإنسان من نزعات أصيلة لا تقبل التبديل.
_ الأخلاق التي نراها عند البعض وتغيب عند البعض الآخر ليست نتيجة للوعظ الأفلاطوني الذي يقوم به الوعاظ بل هي من نتائج الظروف الاجتماعية والنفسية والاقتصادية للأفراد.
_ من يتخذ من الوعظ الأفلاطوني وسيلة له هو إما أن ينتمي إلى جماعة المترفين او الى جماعة الظالمين.
_الطبيعة البشرية لا يمكن إصلاحها بالوعظ المجرد فهي كغيرها من ظواهر الكون تجري حسب نواميس معينة .ولا يمكن التأثير في شيء قبل دراسة ماجبل عليه ذلك الشيء من صفات أصيلة.
_فكرة" البلاء" عند المتدينين قد ساهمت كثيرا في تحمل جبروت الحكم والطغيان السياسي على الشعوب.
اقتباسات من كتاب وعّاظ السلاطين لعلي الوردي:
_ يحاول الوعاظ أن يصلحوا أخلاق الناس بالكلام والنصيحة المجردة، وما دروا أن الأخلاق هي نتيجة للظروف النفسية والاجتماعية.
_ إنهم يحسبون الأخلاق سبباً لتلك الظروف، لا نتيجة لها. ولذا نراهم يقولون: (غيروا أخلاقكم تتغير بذلك ظروفكم). ولو أنصفوا لقالوا عكس ذلك. فلو غيّرنا ظروف الناس لتغيرت أخلاقهم طبعاً.
_ الفقير إذا غمز لامرأة في الطريق أقاموا الدنيا عليه وأقعدوها، أما إذا اشترى الغني مئات الجواري وأشبعهنَّ غمزًا ولمزًا، كان ذلك عليهِ حلالًا طيِّبًا، وإذا خرج طاغية عن تعاليم الدين قالوا عنهُ أنَّهُ مجتهد، ومن أخطأ في اجتهادهِ فَلهُ حسنة، أمَّا إذا جاء الفقير برأيٍ جديد قالوا عنهُ: إنَّهُ زنديق، وأمروا بصلبهِ على جذوعِ النخل"!