جبران خليل جبران

جبران خليل جبران

أبرز وجه عرفته النهضة الأدبية , الثائر والشاعر والفيلسوف والرسام والموسيقي والمجدد والساعي إلى الإصلاح منذ تأسيسه الحلقات الذهبية عام 1910 إلى عمله في لجنة إغاثة السوريين ولجنة تحرير سورية وجبل لبنان وصولاً إلى تأسيسه لرابطة القلم الشهيرة في نيويورك عام 1920م _المعروفة حينها بشُعراء المهجر _ إلى جانب مؤلفين لبنانيين مثل الأمين الريحاني وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي وغيرهم كثر..

في التاسعة من عمره غادر جبران بلده الأم ( لبنان / قرية بشري ) مع والدته وأخوانه حيث اضطرت العائلة الفقيرة إلى بيع أواني المنزل بغية تأمين مستلزمات السفر ، وحزمت أمتعتها متوجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، تحديداً مدينة بوسطن .

بدأ هذا الطفل الغريب في أرضٍ لا يعرفها بالذهاب للمدرسة عام 1895 إضافة إلى تردده لمؤسسة خيرية تُعطي دروساً في الرسم اسمها «دنسيون هاوس»، ومن هناك بدأ جبران بتزيين الكتب ورسم الصور الشخصية ، إلى أن  تم استخدام إحدى رسماته كغلاف لكتاب في عام 1898

كان جبران فنانًا بارعًا ، خاصة في الرسم والألوان المائية ، ولم يتوقف عن الرسم يوماً حيث التحق بـ«مدرسة الفنون أكاديمية جوليان»، في باريس خلال الفترة (1908 إلى 1910) وكان يجمع في كتبه بين الرسم والأدب كما في " النبي " و " يسوع بن الإنسان "

 

في طفولته لاحظت والدته أنه بدأ ينجذب إلى الثقافة الغربية فقررت إرساله إلى لبنان حيث سيكون بإمكانه أن يتعلم عن تراثه الشرقي

لذلك في سن الخامسة عشر ، عاد جبران إلى بيروت ودرس في مدرسة إعدادية مارونية ومعهد تعليم عال يدعى الحكمة، درس جبران العربية على يد الخوري يوسف الحداد. ليشكّل انتساب جبران لهذا المعهد وإقامته في بيروت فترة خصبة جداً وحافلة في حياته إذ نرى أرضه وتجذره فيها عنصراً أساسياً في إبداع جبران ..

بقي في بيروت سنوات عدة قبل أن يعود إلى بوسطن في 10 مايو 1902 , ليخوض غمار الكتابة وينجز عشرات الكتب التي ترجمت للغات عدة

 أبرزها " النبي " : اشهر  كتب جبران , كتبه بالأنجليزية وترجم لأكثر من خمسين لغة , هو كتاب متميز جداً من حيث أسلوبه وبنيته فهو غني بالصور التلميحية والأمثال والجمل الأستفهامية الحاضة على تأكيد الفكرة التي أراد إيصالها .

تحولت الرواية إلى فيلم يحمل نفس الأسم عام 2014 من سيناريو وأخراج روجر أليرس وتمثيل ليام نيسون وسلمى حايك ..

أما " الأرواح المتمردة " : هي عبارة عن كتاب ذكر فيه جبران أربعة قصص شيقة ومتنوعة تدور جميعها حول تلك الأرواح التي تمردت على واقع معيشتها الذي لا يخلو من القهر والعذاب .

" الأجنحة المتكسرة" : التي تعتبر من أكثر الروايات رومانسية ورقة حيث تدور أحداثها حول شاب وفتاة أحبا بعضهما حباً شديداً لكنها تزوجت رغماً عنها رجلاً آخر لتنتهي حياتها بعد أن تضع مولودها .

 

 انتهج جبران في كتاباته اتجاهان، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على عقائد الدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة النقية، وتفصح عن الاتجاهين معًا قصيدته «المواكب» من كتاب "العواصف" التي غنتها المطربة اللبنانية فيروز باسم «أعطني الناي وغنّي»

 

تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها التبعية العربية للدولة العثمانية والتي حاربها في كتبه ورسائله. وبالنظر إلى خلفيته المسيحية، فقد حرص جبران على توضيح موقفه بكونه ليس ضِدًا للإسلام الذي يحترمه ويتمنى عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي.

 

 عُرف عن جبران علاقته العاطفية والفكرية بالكاتبة والأديبة مي زيادة، حيث تعارفا عبر المراسلة ولم يلتقيا أبدًا. بدأت العلاقة بينهما حين راسلته مي عقب اطلاعها على روايته الأجنحة المتكسرة عام 1912، وأبدت إعجابها بأفكاره وآراءه وناقشته فيها. استمرت علاقتهما زهاء 20 عامًا حتى وفاته..

في10 أبريل 1931 توفي جبران خليل جبران في نيويورك عن عمر ناهز 48 عامًا بعد معاناته مع مرض السل وسرطان الكبد .. رحل هذا الرجل الأسطوري وحيداً في صقيع الغربة ليبقى الأبداع من بعده وحيداً

كانت أمنية جبران أن يُدفن في وطنه ، وقد تحققت له حيث دُفن في صومعته القديمة بدير مار سركيس (القديس سيرج) في لبنان ، الذي تحول إلى متحف عُرف لاحقًا باسم «متحف جبران».

 

كتابة: سوزان غنام

العودة للمدونة

أترك تعليق