من أنتِ يا هناء؟ سألتها يوماً فقالت :
أنا حمامة الأيك
نشوة الحب
أنشودة المطر...
بل غصة العمر أنتِ..
لقد عرفنا قصة حب "عروة وهناء " من خلال مسلسل "الندم" الذي كان من أجمل ما قدمته الدراما السورية, حيث يحاكي قصة عائلة غنية يحكمها أب متسلط وجبار يفرق بين أبناءه فيميل قلبه إلى أصغرهم "عروة" مما يخلق أحقاداً بين الأخوة .. يقابل هذا الشاب المثقف والمدلل فتاة متميزة بعفويتها وجرأتها فتقتحم حياته معلنة عن حبها, ليسلك هذا الحب دروباً متعبة توصل هناء إلى نهاية مأساوية ..
لا يعرف الكثيرين أن "هناء" ليست شخصية خيالية بل أنها أنثى مرت في حياة الكاتب فقلبتها رأساً على عقب, حتى أنه أجاب في أحدى المقابلات عندما سألوه (كيف كتبت قصة عروة وهناء بهذا الجمال؟) فقال: كل ما أعرفه أنني أمسكت بالقلم ونزفت روحي على الورق!..
أما عن الرواية فهي تدور حول النساء اللاتي مررنا على قلب ذاك الرجل ولكلٍ منهم حكاية و"هناء" هي جوهرها, فهل تراه بحث عنها في كل أنثى؟, فقد غادرت حياته لكنها لم تغادر فؤاده يوماً..
تتطرق أيضاً رواية " عتبة ألم " إلى طبيعة الحياة اليومية في سوريا بعد الحرب وكان ذلك جلياً أيضاً في أحداث المسلسل التي تناولت الماضي السوري الملون في ذاكرتنا والحاضر القاتم بالأسود والأبيض ..
لكن في الرواية تحدث الكاتب عن حياته كفلسطيني يعيش في بلد آخر لكنه يحبه وينتمي إليه تماماً كفلسطين, فبلاد الشام كما القضية لا تتجزأ..
لا يمكنني تفضيل الرواية عن المسلسل أو العكس فلكلٍ منهم خصوصيته وجماله لكن بلا شك أن كلاهما ترك بداخلي أثراً لا ينسى..
كتابة: سوزان غنّام