قصيدة انتظرها محمود درويش

قصيدة انتظرها محمود درويش

قصة وقصيدة / محمود درويش

عرف عن محمود درويش أنه شاعر القضية وأن جلَّ أشعاره تصب في حب الوطن والتمسك بأرضه ولكن للحب والمرأة نصيب كبير في قصائد درويش, فقد خط أجمل قصائد الحب ومن أشهرها قصيدة "انتظرها"

دُعيَ درويش يوماً لحضور حفلٍ في بيت صديقه, وهناك جمعه القدر بأمرأة خطفت نظره من اللحظة الأولى وأربكه حضورها لدرجة أنه لم يجرؤ على التحدث معها. ظلت تسكن تفكيره إلى أن عزم على إقامة حفلٍ في منزله يستضيف به كل من كان في بيت صديقه بمن فيهم المنشودة عله يتكلم معها هذه المرة في حفلٍ أقيم على شرف حضورها, لكنها وحدها لم تأتِ..

ظل درويش ينتظر صدفةً أخرى تجمعه بها في أثناء زياراته لبيت صديقه حيث رآها أول مرة, استمر أنتظاره سنةً وخلالها كتب قصيدةٍ عظيمةٍ تهز الوجدان وتطرب الآذان

بكوب الشراب المرصع باللازورد.... انتظرها

على بركة الماء حول المساء وعطر الكولونيا.... انتظرها

بصبر الحصان المعدّ لمنحدرات الجبال.... انتظرها

بذوق الأمير البديع الرفيع..... انتظرها

بسبع وسائد محشوة بالسحاب..... انتظرها

بنار البخور النسائي ملئ المكان.... انتظرها

برائحة الصندل الذكرية حول ظهور الخيول..... انتظرها

ولا تتعجل،فإن أقبلت بعد موعدها فانتظرها

وان أقبلت قبل موعدها فانتظرها

إلى أن جمعتهما الصدفة مجدداً وبدأت قصة الحب التي تكللت بالزواج بين محمود درويش والمترجمة المصرية “حياة الهيني”.

تحدث إليها كما يتحدث نايٌ إلى وترٍ خائفٍ في الكمان كأنكما شاهدان على ما يُعِد غدٌ لكما وانتظرها

إلى أن يقول لك الليل لم يبقى غيركما في الوجود، فخذها إلى موتك المشتهى وانتظرها

 

كتابة: سوزان غنّام

العودة للمدونة

أترك تعليق