الكتاب:أوديسة
الكاتب: هوميروس
لطالما توارد في الكتب وعلى الألسن الملحمة الخالدة على يد " هوميرس" الأوديسة."
للأوديسة سحر عجيب، إذ أنها تربطك بفصولها وتشدك من مكان إلى آخر. تذهب العقل بسحر أساطيرها وأربابها وقدراتهم المختلفة والعجيبة على بث القوة والحب أو الذعر واللعنات في القلوب. اشتهر أوديسيوس بحيلة الحصان الخشبي الذي عرف بحصان طروادة، وروي في الأوديسة ما حدث له في رحلته للعودة إلى بلاده، وتكالب الخطاب على قصره وزوجه الجميلة "بينلوب". حيث يلاقي هو ورجاله الأهوال ويجتاز المصاعب ويقع فريسة لأمواج البحار ولعنات صبها عليه إله البحر "بوسيدون" التي شكلت حاجزا منيعا أمام عودته. فنرى أنه احتجز رهينة لعروس بحر على جزيرة وثم تبدأ مغامراته مع رجاله والهروب من شطآن لأخرى وعبور بوابات من الموت والخوف والذعر والخروج منها بشجاعة وبسالة ووقوف "منيرفا" الربة الحكيمة معه والملوك ونصرتهم لأوديسيوس العادل الرحيم بشعبه وانتظار الأوفياء والمخلصين له ولعدالته الذين يذرفون العبرات حزناً على غياب أوديسيوس الذي طال مشكلين مأساة تدمي القلب متضرعين للآلهة أن ترحمهم وتنهي فصول هذه المأساة..
أوديسيوس الأسطورة الذي رأى الموتى وتجرع المآسي وصبر على ما أصابه وجابه الموت.. هل سيعود سالما بعد كل هذه السنوات؟ وهل سيطرب قلبه وينير عينيه برؤية زوجه الجميلة وبلده؟
تعد الأوديسة عامودا أساسياً للأدب الغربي وثاني أقدم عمل أدبي في التاريخ قدم لنا لنتذوق جمال هذه الملحمة وما فيها من عبر وصور خيالية تخلب الأذهان وتسحر العقول.
مريم نجار