#خالد_حسيني #عداء_الطائرة_الورقية #ألف_شمس_ساطعة #ورددت_الجبال_الصدى #مريم #أفغانستان #أدب_أفغاني #قضية_المرأة #سكون #مكتبة_سكون #كتب_عربية_في_أوربا #أدب_مترجم

خالد حسيني

ربما يفارق الإنسان أرضه لكنها لا تفارقه فكيف إذا كان كاتباً يستل من قيثارة الأدب وتراً يعزف عليه ألحان تراثه وتاريخ أرضه المعذبة.. وهنا لا يمر في بالنا إلا " خالد حسيني" الكاتب العبقري الذي حمل بلده " أفغانستان " في كلماته ليعبٌر بها العالم ..

ولد "خالد حسيني" في العاصمة الأفغانية ( كابل ) عام 1965..  وبعد أن تعرضت بلده للغزو في العام 1979, طلبت عائلة "حسيني" حق اللجوء السياسي في الولايات المتحدة، وفي سبتمبر/ أيلول عام 1980، انتقلت للإقامة في سان خوسيه، كاليفورنيا.

بعد إنهاء تعليمه الثانوي، درس حسيني علم الأحياء في جامعة سانتا كلارا، وحصل على شهادة البكالوريوس في العام 1988. وفي العام التالي، دخل كلية الطب في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو وحصل على شهادة في الطب عام 1993. أنهى فترة تخصصه في الطب الباطني في مركز سيدرز سيناي الطبي في لوس أنجلس عام 1996 وعمل في اختصاصه في الفترة الممتدة بين عام 1996 وعام 2004.

في شهر مارس/آذار من العام 2001، بدأ حسيني بكتابة روايته الأولى بعنوان "عداء الطائرة الورقية" وهي رواية تدور أحداثها في مكان ولادته( كابل ). نُشر الكتاب عام 2003 وكان من بين الكتب الأكثر مبيعاً في العالم إذ بيع في 70 دولة على الأقل واستمر أكثر من 100 أسبوع على قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعاً.. كُتبت الرواية على خلفية الأحداث المضطربة، وذلك بدءاً من سقوط النظام الملكي في أفغانستان مروراً بالتدخل العسكري السوفيتي ووصولاً إلى النزوح الجماعي للاجئين إلى باكستان وإيران، وحكم نظام طالبان.. قصة طفلين بدأت بطائرة ورقية وانتهت خلفها ,مروراً بأحداث لايمكن تصورها حيث يدهشك الكاتب ويستوقفك على باب كل فصل وأنت مذهول، مصدوم، متأثر وربما باكياً على آلام البلد المخذولة ( أفغانستان ).. وقد صدر فيلم عن الكتاب عام 2007 ..

وفي شهر مايو/ أيار من العام 2007، احتلت روايته الثانية "ألف شمس ساطعة" المرتبة الأولى ضمن قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعاً، وبقيت في هذه المرتبة 15 أسبوعاً.

تلك القصة التي تجسد آلام الحرب المحفورة في حياة أمرأتين تلاقت مصائرهما تحت سقف العذاب، فالأوطان تأكل أبنائها في زمن الحرب كما تأكل القطة صغارها، كما يرفع " خالد" في هذه الرواية صوت المرأة المخذولة دائماً في مجتمعاتنا وحروبها المستمرة..

أما روايته الثالثة بعنوان "ورددت الجبال الصدى" صدرت في العام 2013, حكاية تبدأ بأسطورة مخيفة يسردها الأب لأبنائه قبل النوم دون أن يدركوا أنها ستصبح واقعهم المرير، فقرٌ وحاجة تجبر الأب أن يبيع أحد أبنائه ليُنقذ من تبقى، ويحكم الفراق على قلب أخوين بقسوةٍ تترك فراغاً مؤلماً في حياة كلٍ منهما, لتنبثق من هذه المآساة قصصٌ كثيرة تحمل في طياتها الحزن وتمرعلى تعاقب أجيالٍ في تاريخ أفغانستان من الماضي إلى الحاضر ومن الوطن إلى الغربة..

 

لم يبقى " خالد حسيني " كاتب يروي آلام وطنه وحسب بل أنه عُيّن سفيراً للنوايا الحسنة في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عام 2013. وهو أيضاً رئيس مؤسسة تحمل اسمه وهي "مؤسسة خالد حسيني". هذه المؤسسة هي شريكة للمفوضية في مجال بناء المآوي للعائلات اللاجئة كما أنها توفر الفرص الاقتصادية والتعليم والرعاية الصحية للنساء والأطفال الضعفاء في أفغانستان ..

مهما تحدثت عن هذا الكاتب الاستثنائي لن تسعفني الكلمات بوصف إبداعه الدرامي حيث لايمكنك أن تقرأ إحدى رواياته دون أن تذرف دموعاً تغرق صفحاتها, سيترك " الحسيني " أثراً في قلبك لا يٌنسى..

كتابة: سوزان غنّام

العودة للمدونة

أترك تعليق