مزرعة الحيوان، حكاية يقدم جورج أورويل من خلالها هجاءً ساخراً ونقداً للأنظمة الشمولية..
تدور أحداث الرواية في مزرعةٍ للحيوانات التي قررت أن تثور على صاحبها الظالم المستبد, الذي ينتفع بها وبعملها وحليبها وبيضها ثم يذبحها ويأكل لحمها بدون شفقةٍ ولا رحمة.
وبعد أن سقطت المزرعة في يد الحيوانات ساد الإحترام للوصايا السبع التي تبجّل السلام، وتأكد التنوعَ القائم بينها، لكن الخنازير توصلت بسرعة إلى الإستئثار بالسلطة، فاستعبدت باقي الحيوانات واستغلت ذكاءها بهدف التحكم بمخاوفها وقامت بتحريف الماضي لمصلحتها، وتم تشويه المثل العليا بسرعةٍ فائقة.
لم يكن أورويل يقصد الحيوان في كل مناحي روايته بل إنه الإنسان المتناقض بتغيراته من ثائرٍ إلى ديكتاتور, تمثل هذه المزرعة الثورات البشرية التي تبدأ بغاياتٍ نبيلةٍ وأهدافٍ ساميةٍ لتنتهي بولادة طغاة جدد, ربما لأننا دائماً نثور على الشخص الذي يمثل الفكرة ولا نثور على الفكرة بذاتها، نثور على المستبدين وننسى أن نثور على الاستبداد والظلم نفسه..
كتابة: سوزان غنّام