أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ

نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ

حفر هذا البيت الشعري في وجدان كل من لامس حروفه, فلامست شغاف القلب .. كلمات نسجها فارس الكلمة "أبو الطيب المتنبي" وكأنه يصف بها حال الجوى في قلوبٍ أنهكها حبٌ صعب المنال..

لكن ما هي القصة الحقيقية ورائها؟..

ستدهشك معرفة أن هذه الأبيات التي تحمل في ظاهرها الغزل يكمن في باطنها العزاء لسيف الدولة الحمداني بعد وفاة أمه.. حيث رثاها أبو الطيب ببراعته المعهودة في المدح وقال:

وَلَو كانَ النِساءُ كَمَن فَقَدنا

لَفُضِّلَتِ النِساءُ عَلى الرِجالِ

وَما التَأنيثُ لِاِسمِ الشَمسِ عَيبٌ

وَلا التَذكيرُ فَخرٌ لِلهِلالِ

برغبةٍ منه في مداواة جرح صديقه راح المتنبي يغزل له قصيدةً تنبض بالمواساة عن طريق التبجيل والتمجيد لسمو شخصه..

سَيفَ الدَولَةِ اِستَنجِد بِصَبرٍ

وَكَيفَ بِمِثلِ صَبرِكَ لِلجِبالِ

فَأَنتَ تُعَلِّمُ الناسَ التَعَزّي

وَخَوضَ المَوتِ في الحَربِ السِجالِ

وَحالاتُ الزَمانِ عَلَيكَ شَتّى

وَحالُكَ واحِدٌ في كُلِّ حالِ

رَأَيتُكَ في الَّذينَ أَرى مُلوكاً

كَأَنَّكَ مُستَقيمٌ في مُحالِ

فَإِن تَفُقِ الأَنامَ وَأَنتَ مِنهُم

فَإِنَّ المِسكَ بَعضُ دَمِ الغَزالِ

كتابة: سوزان غنّام

العودة للمدونة

أترك تعليق