أديب وروائي مصري كتب عشرات الروايات والقصص، تصنف رواياته ضمن الأدب الواقعي، وهو أول عربي نال جائزة "نوبل" في الأدب, والتي جعلته أكثر الكتاب العرب شهرة في مختلف أنحاء العالم والأكثر تأثيراً في أجيالٍ لاحقة من الكتاب والقراء ..
في 11 ديسمبر/كانون الأول 1911، ولد نجيب محفوظ وكانت ولادته عسيرة جدا، وكأن الكون يريد إثبات شيء ما، وكأن الدنيا تريد إبلاغنا أنها تهبُنا إنساناً غير عادي. اضطر والده للجوء إلى طبيبٍ على غير العادة والمتعارف عليه، ففي تلك الفترة لا تلد الأم إلا على يد امرأة تسمى "الداية". وبالفعل أتى طبيب يدعى نجيب محفوظ باشا، واستطاع أن يسعف الأم لتضع مولودها، فأراد عبد العزيز إبراهيم والد نجيب محفوظ أن يشكر الطبيب، فقام بتسمية المولود باسم الطبيب، اسماً مُركباً "نجيب محفوظ" عرفاناً بالجميل.
التحق بالكُتاب، وتعلم القراءة والكتابة، ثم درس في التعليم العام حيث التحق بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (القاهرة بعد ذلك) عام 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع في إعداد رسالة الماجستير عن "الجمال في الفلسفة الإسلامية"، لكنه توقف بسبب العمل.
بدأ في الكتابة منذ منتصف ثلاثينيات القرن العشرين حيثقرر نجيب محفوظ التركيز على الأدب، واستوحى من المنطقة التي نشأ بها (حي الجمالية ومحيطه) معظم رواياته وقصصه، التي شكلت عالمه الخاص.. بدايةًنشر قصصه القصيرة في مجلة "الرسالة" ذائعة الصيت، وأول قصةٍ نشرها حملت عنوان "همس الجنون" 1938، ثم رواية "عبث الأقدار" 1939، و"رادوبيس"، و"كفاح طيبة"، وكلها عن تاريخ الفراعنة.
بدأ مسيرته في الكتابة الواقعية برواية "القاهرة الجديدة"، "خان الخليلي"، "زقاق المدق"، "السراب" و"بداية ونهاية".. ثم كتب رائعته الأدبية وهي ثلاثية القاهرة "بين القصرين" و"قصر الشوق" و"السكرية" تلك الثلاثية التي مهدت أمامه الطريق نحو العالمية وكانت سبباً في شهرته الواسعة.
أثارت أيضاً روايته "أولاد حارتنا" عام 1959، التي نشرها على حلقات في جريدة "الأهرام"، ردود فعل غاضبة من علماء الأزهر , مما أدى إلى توقف نشرها وطبعها في مصر، ورغم ذلك كانت هذه الرواية سبباً في حصوله على جائزة "نوبل" في الأدب..
لم يتوقف محفوظ عن الإبداع، وكتابة الرواية والقصة والمقال السياسي، حتى قبيل وفاته بفترة وجيزة.. فقد كتب أكثر من ثلاثين رواية اشتهرت غالبيتها، وتم إنتاجها سينمائيا أو تلفزيونيا .. أهمها :"ثرثرة فوق النيل" ,"الكرنك" ,"بداية ونهاية"،"اللص والكلاب"،"الحرافيش " وغيرهم الكثير ..
اعتبر النقاد مؤلفاته بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر وتدويناً معاصراً للوجود الإنساني.
حصل الأديب نجيب محفوظ على العديد من الجوائز والأوسمة، أهمها جائزة نوبل في الأدب عام 1988، وجائزة الدولة في الأدب 1957، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى 1962، وقلادة النيل العظمى 1988..
توفي نجيب محفوظ في 30 أغسطس/آب عام 2006 بحي العجوزة بالجيزة عن عمر قارب الـ95 ..
ترك " محفوظ " بصمةً في الأدب لا تنسى , حيث تكاد أن تكون أعماله مدرسة متفردة بحد ذاتها , وإن أحببته أم لم تحبه فلن تتمكن من إنكار عبقريته وبراعة قلمه الاحترافي ..
المقهى أول مكان اتصلت به في عالم القصص، لأن في مقاهي الجمالية،،
كل قهوة لها شاعر يحكي قصة من القصص الشعبية على الربابة ,,
(نجيب محفوظ)
كتابة: سوزان غنام